من حيث كونه ظاهرة قائمة لها آثارها على المجتمع المسلم. ولعل هذه الوقفة تفتح الآفاق لمزيد من التوسع لمن أراد ذلك.

وفي سبيل إتاحة المجال للتوسع والإسهام في هذا المجال عمدت إلي رصد ما كتب عن التنصير في الأدبيات "الكتابات" العربية، وبخاصة ما كتب في الكتب والدوريات والمجلات الثقافية. وجعلت هذه الوقفة التي بين يدي القارئ مقدمة للرصد الوراقي "الببليوجرافي". فإن ظهرت الوقفة مستقلة عن الرصد فإنما قصد بذلك، أيضا، اختصار المسافة على المستفيد (القارئ) ، فإن أراد الاستزادة رجع إلى الرصد ليدله على مبتغاه، من خلال تقسيم مواد الرصد إلى مجموعة من رؤوس الموضوعات، رأيت أنها هي أهم ما تحدثت عنه هذه المواد، مع عدم إغفال التداخل بينها.

وقد تعمدت في هذه الوقفة الابتعاد عن البيانات والإحصائيات لأنني وجدتها - في الغالب - غير دقيقة. وعدم دقتها يرجع إلى أنها تُستَقَى عادة من مراجع أجنبية، يكون تركيزها طائفيا أحيانا، أو مؤسسيا أحيانا أخرى، أو إقليميا من ناحية ثالثة، فتقتصر إحصائيتها على إنجازات الطائفة [كاثوليكية أو بروتستانتية أو أرثودوكسية] ، أو تقتصر على إنجاز إرسالية أو مجموعة من الإرساليات تربطها رابطة تنظيمية، أو إقليمية، لكنها لا تغطي جميع الجهود.

وأقرب مثال على هذه المقولة أن ميزانية التنصير في العالم كانت عام 1411هـ - 1990 م حوالي مائة وأربعة وستين مليار دولار أمريكي [164000000000] سنويا، وقد أفادني بهذا الدكتور عبد الرحمن السميط، أحد العاملين في الساحة الإفريقية، ونشر هذا الرقم في مجلة الدعوة السعودية. ثم وجدت أن الميزانية قد قفزت عام 1413 هـ - 1992 م إلى مائة وواحد وثمانين مليار دولار أمريكي [181000000000] . وقد أفاد بهذا أحد المحاضرين في أحد الدروس العامة التي تحدث فيها عن التنصير. والفارق الزمني بين الرقمين هو سنتان، أما الفارق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015