وعند محاولة التّوفيق بين نصوص الكتاب المقدّس المتناقضة يأتي الجواب أحياناً في منتهى الضّعف.

فيذكر أحدهم أنّ التوفيق بين نَصّ: (فندم الرب عن الشر الذي قال إنّه يفعله بشعبه)، ونَصّ: (ليس الله إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم) أنَّ ندم الرب غير ندم الإنسان (?).

وهو بهذا يثبت هذه الصّفة في حقّ الله تعالى، وكأنّه بلسان الحال يقول: "ندمٌ يليق به سبحانه وتعالى"!

وعند تفسير سبب ظهور مريم العذراء في الرّسوم التي يتخيلونها تلبس غطاء الرأس، وكذا الراهبات؛ بينما واقع النصرانيّات تبرج وسفور؛ قالوا "إنّ غطاء الرأس في النصرانيّة لا يكون إلا في حالتين: الصلاة والتنبؤ، ولمّا كانت العذراء والراهبات في صلاة دائمة من أجل البشر فهن يلتزمن غطاء الرأس" (?)!

وفي سياق تبرير تصنيف الأرنب حيواناً مجتراً في الإنجيل؛ بينما هو عند علماء الحيوان غيرُ ذلك؛ جاء الرّدّ متناقضاً غريباً.

ففي بداية الرّدّ أُرجع الخطأُ إلى المترجم العربي الذي أوقعه قصور لغته العربيّة -كما ذكر في الموقع- إلى ترجمة اسم حيوان (الهير) المجتر بالأرنب.

ثم في منتصف الرّدّ عاد الكاتب إلى أنّ الحيوان المذكور هنا هو الأرنب، مُرجعاً سرّ المسألة إلى المعنى الحقيقي للاجترار، قائلاً: «والأرنب -على اختلاف أنواعه- ليس من الحيوانات المجتره بالمقياس العلمي، أي أنَّ معدته لا تتكون من أربعة أقسام كسائر الحيوانات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015