وحكمه في حقِّ الأفراد يتفاوت. فهو محرم في حقِّ غير المؤهل (?)، واجبٌ عينيٌّ على المؤهلِ الذي لا يوجد من يسدُّ مسدَّه، مندوبٌ فيما عدا ذلك.
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز (?) - رحمه الله -: «ونظراً إلى انتشار الدعوة إلى المبادئ الهدَّامة، وإلى الإلحاد وإنكار رب العباد وإنكار الرسالات وإنكار الآخرة، وانتشار الدَّعوة النصرانية في الكثير من البلدان، وغير ذلك من الدعوات المضلِّلة، نظراً إلى هذا فإنَّ الدعوة إلى الله - عز وجل - اليوم أصبحت فرضاً عاماً وواجباً عاماً على جميع العلماء وعلى جميع الحكام الذين يدينون بالإسلام، فَرْضٌ عليهم أن يبلغوا دين الله حسب الطاقة والإمكان، بالكتابة وبالخطابة وبالإذاعة وبكل وسيلة استطاعوها، وألا يتقاعسوا عن ذلك أو يتكلوا على زيد أو عمرو، فإنَّ الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم إلى التعاون والاشتراك والتكاتف في هذا الأمر العظيم أكثر مما كان قبل ذلك، لأنَّ أعداء الله قد تكاتفوا وتعاونوا بكل وسيلة للصد عن سبيل الله والتشكيك في دينه ودعوة الناس إلى ما يخرجهم من دين الله - عز وجل -، فوجب على أهل الإسلام أن يقابلوا هذا النشاط المضل وهذا النشاط الملحد بنشاط إسلامي وبدعوة إسلامية على شتى المستويات وبجميع الوسائل وبجميع الطرق الممكنة، وهذا من باب أداء ما أوجب الله على عباده من الدعوة إلى سبيله» (?).
وليس الحديث هنا عن فضل الدّعوة ومكانتها وأحكامها وحِكَمها، فلذلك مواضعه في مصنفات العلماء ورسائلهم الكثيرة، ولكنَّ البيان مُوَجَّهٌ إلى الإرشادات التي ينبغي للدّاعية في الخدمات التفاعليّة للشبكة أن يأخذ بها، لكي يكون له تميّزٌ في دعوته، وأثرٌ وإسهامٌ في تحبيبِ