تمهيد: استفادة المسلمين من الشَّبكة في الذّبّ عن الدين

أرسل اللهُ تعالى نبيّه محمداً - صلى الله عليه وسلم - للعالمين نذيراً، للنّاس كافّةً، بالدين الخاتَم والكتاب المهيمن.

فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بواجب الدّعوة في إطار عالميّة الإسلام، وسار على ذات النّهجِ أصحابُه من بعده، ثم التابعون ومن تبعهم.

وكان من تمام نعمة حفظ الدّين أنْ «جعلَ الله في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل؛ بقايا من أهل العلم يدعون مَن ضلَّ إلى الهدى، ويَصبِرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى .. ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين» (?).

فقام المسلمون بالدعوة إلى دين الله تعالى، والذّبّ عن كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والرد على أهل البدع، مستخدمين في ذلك ما يُتاحُ لهم من وسائل، كالدّعوةِ المباشرة، والرّسائلِ والمكاتبات، والتّدريسِ والخطابةِ والمناظرة، والتأليفِ في فنون العلوم الدينيّة المختلفة، ولا سيَّما علمَ العقيدة، لأهميةِ ذلكَ وحاجةِ النّاس إلى بقاءِ عقيدتهم نقيّةً من شوائب المحدثات (?).

وكان لهم مصنّفاتٌ في الرّدّ على أهل الأديان الأخرى، ولا سيّما من كان لهم تعدٍّ على الإسلام، كالنّصارى (?).

ولأنّ الحكمةَ تقتضي من الدّاعي أنْ يستفيدَ من كلِّ الوسائل التي تخدِمُهُ في دعوته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015