أشكال الإبادة الجماعيّة للمخالفين في الدين، مع إفناء معبوداتهم ودور العبادة. وقد رجح بعض الباحثين أنّ هذا العدد الذي أبيد يقرب من الثمانين مليوناً (?).
ثم في سفر التثنية13: 1 - 16 توجيهٌ بقتل الكفار مع دوابهم بحد السّيف، وحرق قراهم وأمتعتهم وأموالهم بالنّار.
وهكذا فالتشريع الجهادي في العهد القديم مرعب، لا يعرف الرحمة، فهو يوجه بما يسمى اليوم الإبادة الجماعية والأرض المحروقة، ولا يستثني طفلاً أو امرأة أو شيخاً كبيراً، أو دار عبادة، بل يشمل حتى الدوابَّ والعجماوات.
وفي أحايين قليلة ينزل إلى مرتبة إبادة الذكور، واستبقاء النساء والأطفال للاستعباد.
وفي أجمل حالاته يقبل الصلح مع الإلزام بدفع الجزية (?).
وفي مقابل ذلك كانت غايات الجهاد في الإسلام، قمةً في الأهداف والأخلاقيّات. فالمقصود من الجهاد؛ طلباً كان أو دفعاً، تبليغ دين الله، ودعوة النّاس إليه، وإخراجهم من الظّلمات إلى النور، وإعلاء دين الله في أرضه، وأن يكون الدين كله لله (?).
وفي معركة القادسيّة حاور قائدُ الفرس المغيرةَ بن شعبة - رضي الله عنه - (?) قائلاً: "إنكم جيراننا وكنا نحسن إليكم ونكف الأذى عنكم، فارجعوا إلى بلادكم ولا نمنع تجارتكم من الدخول إلى بلادنا"، فقال له المغيرة: "إنا ليس طلبنا الدنيا، وإنما همنا وطلبنا الآخرة".
ثم حاور ربعيَّ بن عامر - رضي الله عنه -، وسأله عن هدفهم من قتال الفرس، فقال له ربعي: "إنّ