وله القدرة على أنْ يتمثَّل في صورة الرجل، فيأتي القوم، فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلاً أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه يحدث.
وفي المنام يتمثل للنائم في صورة أشخاص يعرفهم أو لا يعرفهم، إلا أنّه لا يتمثل بصورة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وثبت أنّه يأكل بشماله مع القوم الذين لم يُسموا على طعامهم، ويبيت في بيوتهم إنْ لم يُسموا عند دخولها، ويعمل على التحريش بين النّاس (?).
كلُّ هذه الأمور الغيبيّة وغيرها أخبر بها الصّادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه، ولا سبيل لدفعها بدعوى أنَّ العقل لا يفهمها.
ومنها -كما تقدم- أنّه يبول في أذني المسلم الذي ينام عن الصلاة، والحديث في هذا صحيح، رواه الشيخان (?).
وقد تأوَّل بعض العلماء المعنى، ورأوا أنّه مجاز في معنى الإفساد، أو في معنى تحكم الشيطان بالعبد، واستخفافه به، واحتقاره والاستعلاء والظهور عليه (?).
وقيل كناية عن سدِّ الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر، أو هو مَثَلٌ مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقّل سمعَه وأفسد حسّه، والعرب تكني عن الفساد بالبول (?).
ولا مانع من أنْ يكون المرادُ حقيقةَ الأمر، فيحمل الحديث على ظاهره، ولا إشكال في ذلك، فقد ثبت -كما تقدم- أنّ الشيطان يأكل ويشرب ويضحك ويبكي ويتمثَّل على