المتقدّمة الّتي بأيدي أهل الكتاب، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} (?) الآية.
ثمّ مع هذا العلم يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم، يُلبِّسون ذلك ويحرّفونه ويبدّلونه، ولا يؤمّنون به مع قيام الحجّة عليهم» (?).
خامساً: وأمّا الاستدلال بآية التوبة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ .. } فقد تقدمت الإجابة عليه (?).
وهكذا فكلُّ ما يُورد من دلالة القرآن العزيز على صحة الديانة النصرانيّة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - متهافت لا يثبت عند التمحيص، وأنّ المقصود به تصحيح الدّيانتين باعتبار أصلِ ما أَرسل الله به موسى وعيسى عليهما السّلام، ومن جملته الأمر باتّباع محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - (?).
الأمر السّابع: الطعن في قصص القرآن الكريم من حيث تكرر شيء منها فيما بقي من الكتب السّابقة؛ يدفعه ما تقدم تقريره في المطلب الأول من هذا المبحث (?).
ويضاف له تقريرُ اختلاف قصص القرآن عن قصص الكتب السّالفة في المنهج، والهدف، والتفرد، والتصحيح.
فمنهج قصص القرآن يركِّز على الدلائلِ الواقعيّة، والإعراضِ عن التفصيلات التاريخيّة كأسماء الأشخاص، وذكر الزّمان والمكان. بينما قصص التوراة والإنجيل تجنح للخيالِ القصصي، والإغراقِ في التفصيلات التّاريخية.