- كتابة كلمة (أنّما) في كلمتين هكذا (أنّ ما)، في مثل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} (?). وهذا الاختلاف لا يغير في النطق ولا المعنى شيئاً.

- كتابة كلمة (يُشرك) بتاء المخاطبة هكذا (تُشرك)، في قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (?). وهذا الاختلاف مرده قراءة ابن عامر الشّامي (?)، ولا تعارض في المعنى بينها وبين

القراءة بياء الغيبة.

وثانيهما: أنّهما -بصرف النظر عن محتويات المخطوطات- يظنّان أنّ النص القرآني الموجود الآن بيد المسلمين لا يمكن أن يتصف بالوضوح والسّلامة من التحريف.

وهنا يحق لمن يحترم عقله أن يتساءل عمّا يقبل من قول الخبيرين الألمانيين. هل يقبل إثباتهما الضمني لسلامة القرآن، المبني على خمس وثلاثين ألف ورقة، أم يقبل ما هو محل ظن عندهما، لم يقدما عليه دليلاً؟!

وإذا كانت قناعتهما المسبقة تقضي بتحريف القرآن، فَلِمَ لم يقدما من كنز مصورات المخطوطات القرآنية عندهما ما يعضده ويقويه؟!

إنّ النتيجة المنطقيّة هنا تلزمنا باعتقاد خلو هذه المخطوطات مما يمكن أن يكون دليلاً على التحريف، واحتوائها ضرورةً على إثبات سلامة النص القرآني.

لقد قام المستشرق توبي ليستر (?) بنشر مقالة مطوّلة عن هذه المخطوطات، استقى مادّتها -حسب قوله- من اتصال هاتفي بأحد الخبيرين الألمانيين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015