يستشهد به، وإلا كان المستشهَد عليه باطلاً لبطلان المستشهَد به، وهم لا يعتقدون صدق القرآن ولا يعترفون به.

وهذا المسلك لا يلزم المسلمين حين يحتجون عليهم ببعض كتبهم، لأنَّه من المتقرر لدى المسلمين الاعتقاد الجازم أنّ الله أنزل التوراة على موسى - عليه السلام -، والإنجيل على عيسى - عليه السلام -، ثم أصاب الكتابين ما أصابهما من التحريف والتبديل والتضييع (?).

الأمر السّادس: تقدم في تمهيد هذا الفصل بيان الأمور التي ملأت قلوب النصارى حقداً على الإسلام ونبيه وكتابه. ومَن بلغ به البغض منتهاه كان ذلك حاملاً له على التجني

والعدوان بغير حق.

والناظر في الخدمات التفاعلية للشبكة يرى صنوفاً لا حصر لها من هذا الاعتداء الحاقد صباح مساء.

وهكذا دُفنت تحت ركام الأحقاد جُلُّ معاني العدل والإنصاف ومراعاة ضوابط البحث العلمي النزيه. فلا تكاد تجد شيئاً يتعلق بالإسلام والمسلمين إلا أُخرج بصورة مشوهة بشعة. وأُجري هذا المنهج على الدين نفسه، وعلى الدّيان، وعلى النبيِّ العدنان، وعلى الكتاب الفرقان، وعلى السُّنَّة النبويَّة وحَمَلتها من الصحابة والتابعين ومن تبعهم، وعلى المنتسبين لهذا الدين في كل مكان وزمان.

وهنا تثار مناقشة عقليّة حول إمكانيّة قبول هذا التّشويه؛ وقد حوّل الله بهذا الدّين حال العرب أوّلاً من الجاهليّة والهمجيّة والتّخلف الخُلُقي والثّقافي والعلميّ، إلى مجتمعات متحليّة بالآداب والفضائل، رائدةٍ في مجالات العلم والحضارة والفِكر.

وقد شهد بهذا العقلاء والمنصفون من أتباع الأديان الأخرى. يقول توماس أرنولد (?): «ولقد كتبت إسبانيا الإسلاميّة في القرون التي تقع بين هذين التاريخين [711 - 1502م]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015