وفقدت الجيوش المصرية آلافا من أبنائها، ولقيت هزائم كادت تودي بها وأخيرا تم النصر لمحمد على شرششمة، بعد أن ارتكب من الفظائع ما لا يستحله مسلم، واستباح الديار والأموال والنساء، وهدم المدن، فكان هو وابنه إبراهيم وسائر أولاده طغاة من شر الطغاة. وكانت حربا طاحنة لا معنى لها، ولا ينتفع بها إلا مؤرثها من دهاة المسيحية الشمالية.
وكذلك أدرك " الاستشراق "، وأدركت المسيحية الشمالية، مأربا من أكبر مآربها في وأد " اليقظة " التي كانت تهددهم بها دار الإسلام في جزيرة العرب) (?) .
فانظر كيف رصدت هذه الدعوة الإصلاحية من قبل المستشرقين، وكيف تآزر البريطانيون والفرنسيون للقضاء عليها. إنها صورة تتكرر في كل عصر ومصر، تتكرر حيثما ظهرت بوادر دعوة إصلاحية، أو برز عالم رباني تخشى منه النصرانية أن يجدد للمسلمين دينهم.