واستدلالهم على ذلك بأنها لا تخلو من الحوادث، ولم تسبقها، وما لم يخل من الحوادث ولم يسبقها فهو محدث، هو الذي بنى عليه نفاة الصفات معتقداتهم، وعطلوا ما عطلوه حتى صار منتهى قولهم كقول الذين يجحدون الخالق، وينسبون هذا الاستدلال إلى إبراهيم عليه السلام، وحاشاه من ذلك1.

الرابع: أن هذه المقدمات التي يبنون عليها وجود الصانع كنتيجة، هي من وساوس الشيطان التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ منها2 فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، ومن خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك، فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينته" 3، فكيف يكون ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه طريقاً موصلاً إلى معرفة الله؟

وأما الرد على قولهم: إن إبراهيم كان ناظراً، ففيه مسلكان: إجمالي، وتفصيلي.

- المسلك الأول: الرد الإجمالي: ويرد عليهم بما يلي:

أولاً: أن معرفة الأنبياء بالله وبشرائعه ومبدأ هذه المعرفة تكون عن طريق الوحي، لا بالنظر4 وهذا ما دلت عليه الأدلة، منها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015