إذا خرج إلينا قوم من أهل المدائن من دهاقينهم1 معهم براذين2 قد جاءوا بها هدية إليه فقبلها، ومان فيمن تلقاه دهقان منهم كانت الفرس تحكم برأيه –فيما يعني- وترجع إلى قواه- إلى أن قال- فتبسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ثم قال: أيها الدهقان المنبئ بالأخبار، والمحذر من الأقدار، أتدري ما نزل البارحة في آخر الميزان؟ وأي نجم حل السرطان؟ قال: سأنظر ذلك، وأخرج من كمه اسطرلاباً وتقويماً، فقال: لا، قال: أفتقضي على الثابتات؟ قال: لا، قال: فأخبرني عن طول الأسد، وتباعده عن المطالع والمراجع؟ وما الزهرة من التوابع والجوامع؟ قال: لا علم لي بذلك، -إلى أن قال- قال: (يقصد عليًّا رضي الله عنه) : هل علمت يا دهقان أن الملك اليوم انتقل من بيت إلى بيت في الصين، وتغلب برج ماجين، واحترقت دور بالزنج.. وهاج نمل السيح.. وعمي راهب عمورية، وسقطت شرفات القسطنطينية، أفعالم أنت بهذه الحوادث؟ وما الذي أحدثها شرقها أو غربها من الفلك؟ قال: لا علم لي بذلك.

قال: فبأي الكواكب تقضي في أعلى القطب؟ وبأيها ينحس من تنحس؟ قال: لا علم لي بذلك ... 3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015