الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته.." 1. وما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة" 2. فذم النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء يدل على أنه لا تأثير للكواكب ولا للأنواء في حوادث العالم السفلي3.
أما الأدلة من المعقول فتتبين من خمسة أوجه:
الوجه الأول: أن معرفة تأثير الكواكب في هذا الكون يكون بأحد أربعة طرق: إما الخبر الصادق الصحيح من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا غير موجود، بل دلت الأدلة على انتفاء وجوده، والنهي عن اعتقاده.
وإما الحس فيشترك الناس في إدراكه وهذا منتفي وغير موجود، وإما ضرورة العقل أو نظره وهذا غير موجود أيضاً4 وإما التجربة –وهذا ما يدعونه5- ويشترط في صحة التجربة أن تكون بتكرر موثوق بدوامه تضطر النفوس إلى الإقرار به، وهذا لا يمكن في القضاء بالنجوم لأن النصب الدالة على الكائنات –عندهم- لا تعود في الدرجة والدقيقة نفسها إلا بعد آلاف السنين كما ذكر ذلك البيروني6 فقال: (إن الكواكب الثابتة