ما فوقه من سقف ونحوه، فسماه سماءًا لعلوه بالنسبة إلى ما تحته1، فإذا عرف هذا كان معنى الآيات التي استدل بها محمولاً على أحد معنيين:
الأول: أن الله سبحانه جعل هذه الكواكب في مدار بين السماء والأرض، وسماه سماءً لعلوه، وليس في الأدلة ما يمنع ذلك.
وقد ذكر الله سبحانه أن الشمس والقمر يجريان في فلك في آيتين من كتابه الكريم، وهما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} 2، وقوله: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} 3، ولو كانا ملصقين في السماء لم يوصفا بالسبح، كما قال ابن عباس وغيره: "يدورون كما يدور المغزل في الفلكة"4، وقال النسفي5: الجمهور على أن الفلك موج مكفوف6 تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم7.
المعنى الثاني: أنه أراد بالسماء في الآيات المتقدمة السماء الدنيا كما هو ظاهر قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} 8،