والأمر عندي خلاف ما تخيله (?)، ألا تراه كيف قال في حديث أبي هريرة: "هذا أحسن ما سمعت في الدعاء"، فإن كان أراد ما ذكر في الحديث من الدعاء للجنازة كما قال - وهو ظاهر لفظه - فليس فيه خلاف لما تقدم، وإن كان أراد ما ذكر في الحديث كله من حمد وثناء وصلاة فقد سمى جميعه دعاء، مع أنه في أول المسألة إنما سأله (?): "هل وقت لكم مالك فيه دعاء على النبي عليه السلام وعلى المؤمنين؟ " (?)، أي حد في ذلك دعاء وعينه دون غيره، فقال: "ما علمت أنه قال إلا الدعاء"، فنفى (?) أن يكون وقت شيئاً غير الدعاء، والذي وقت من الدعاء ما استحسنه من حديث أبي هريرة، وغيرُ ذلك من ثناء وغيرِه غيرُ مؤقت، يقول من ذلك ما تيسر عليه كما جاء في حديث أبي هريرة غير مؤقت، وترجح عنده حديث أبي هريرة للاقتداء به. ولفظة التوقيت هنا مجازية.

وقوله (?): "فقام وسْطَها"، بسكون السين قيدناه عن بعض شيوخنا (?)، قال أبو علي الجياني: كذا رده علي القاضي أبو بكر بن صاحب الأحباس (?). وقال ابن دريد (?): وسْط الدار ووسَطها سواء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015