- " ... واليوم الذي قبله يوم القر، لأن الناس قارين به نازلين بمنى" (?).
والخلاصة أنه قد يكون للقاضي عياض رحمه الله نصيب من هذا الخلل في كتبه فيما يرجع إلى الخط وطريقة الكتابة. وللوقوف على مدى ورود هذا الاحتمال وجدنا المؤرخين يختلفون في وصف خطه؛ فابن جابر الواد آشي (?) يقول عنه: "كان بارع الخط المغربي، سريع الوضع، يدلّ على ذلك وجود أوضاع كثيرة وكتب عديدة يقصر عنها الحصر بخط يده" (?). وهذا يشهد له قول محمَّد بن عياض: "مليح القلم، من كتب أهل زمانه" (?). ويشهد له بصيغة غير مباشرة هذا الشعر للقاضي عياض نفسه:
لَمحبرة تجالسني نهارا ... أحب إلي من أُنس الصديق
ورزمة كاغَذ في البيت عندي ... أحب إلي مِن حِمل الدقيق (?)
ومن الشواهد لهذا أيضاً ما سجله المقري عن خطه، إذ قال: "كان بارع الخط المغربي، وقد وقفت على خطه رحمه الله فرأيت خطاً رائقاً ... وكتب مع ذلك كتباً كثيرة بيده" (?). وهذا هو الظن بالقاضي عياض المحقق الضابط، وهو القائل أيضاً:
خير ما يقتني اللبيب كتاب ... محكَم النقل متقَن التقييد