...
الرابع: الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق
أي: الشرط الرابع: الصدق المنافي للكذب؛ فلابد أن يقولها صدقًا من قلبه، يواطئ قلبه لسانه، أما إذا قالها بلسانه في الظاهر وهو كاذب في الباطن؛ فهذا منافق، والنفاق: هو إظهار الخير وإبطان الشر عياذًا بالله من النفاق.
وقد فضخ الله المنافقين الذين يقولونها كذبًا في آيات من كتابه العزيز، بل أنزل فيهم سورة كاملة- وهي سورة المنافقين- لعظم خطرهم، وكذا معظم سورة التوبة فيهم، وتسمى الفاضحة؛ لأن الله كشف فيها أستارهم، وأبدى فضائحهم، وحذر منهم ومن صفاتهم، وما ذاك إلا لشدة شرهم والتباسهم بالمسلمين؛ فهم أعداء الإسلام وأهله الباطنون، أما الكفار؛ فهم أعداء ظاهرون.
ويأتي مزيد كلام على المنافقين في أنواع النفاق إن شاء الله تعالى.
فالصدق شرط، فإذا انتفى، انتفى المشروط.
والصدق لغة: مطابقة الشيء للواقع والاعتقاد، وضده الكذب.