أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، إنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوس، فسلم ثم جلس, فقال: "استغفروا لماعز بن مالك" , فقالوا: "غفر الله لماعز بن مالك", فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم". وجه الدلالة من هذا أنه لو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه لم يختلفوا فيه، وكان يمكن أن يحمل حديث محمود بن غيلان على أنه أراد الصلاة اللغوية، وهي الاستغفار المذكور في هذا الحديث آخرا، لكن لم يكن على ذلك اتفاق غيره من أصحاب عبد الرزاق عنه - بل - 1 على نفيها، وهذا الموضع من مشكلات 2 الصحيح على قاعدة أهل الحديث. والله سبحانه أعلم.
13- ومنها ما رواه النسائي في سننه الكبير، وفي المجتبي 3 أيضا قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد 4، حدثني أبيّ 5 عن جدي 6، حدثني جعفر بن ربيعة 7 8 عن عبد الرحمن بن هرمز 9 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن زينب ابنة أبي سلمة 10، أخبرته عن أمها أم سلمة - رضي الله عنها -: "أن امرأة من أسلم يقال لها: سبيعة، كانت تحت زوجها، فتوفي عنها وهي حبلى، فخطبها أبو السنابل بن بعكك، فأبت أن تنكحه, فقال: "ما يصلح لك أن تنكحي حتى تعتدي آخر الأجلين" 11، فمكثت قريبا