. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
متناقل بين الناس بالتواتر الذي لا يقبل الشك.
ولا يزال الله يري عباده من آياته في الآفاق وفي أنفسهم ما يتبين به الحق لأولي العقول والألباب. وأما تفاصيل الجزاء ومقاديره فلا يدرك إلا بالسمع والنقول الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ومن الحكمة في محاسبة الخلق على أعمالهم ووزنها وظهورها مكتوبة في الصحف مع إحاطة علم الله بذلك ليري عباده كمال حمده وكمال عدله وسعة رحمته وعظمة ملكه؛ ولهذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] مع أن ملكه عام مطلق لهذا اليوم ولغيره.
قال المصنف رحمه الله:)
(اعلم أن الإيمان بالقدر أمره عظيم وشأنه مهم جدًا، وهو أحد أركان الإيمان الستة، وقد انحرف فيه طوائف من أهل البدع والضلال، فضلا عن المنكرين من الملحدين وغيرهم، وقد فصله الشيخ في هذا الفصل بهذا الكلام الجامع النفيس الذي لا يوجد له نظير في تحقيقه وتفصيله وجمعه وتوضيحه، وهو مجموع من نصوص الكتاب والسنة، ومن العقيدة السلفية الخالصة. فذكر أنه لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق هذه الأمور الأربعة التي يفتقر كل منها إلى البقية، وقد ارتبط بعضها ببعض ارتباطًا وثيقًا لا ينفصم إلا بالانحراف إلى الأقوال المنحرفة. وذلك أنه ثبت في نصوص الكتاب والسنة إحاطة علم الله بجميع الموجودات السابقة والحاضرة والمستقبلة من أعيان وأوصاف وأفعال للمكلفين وغيرهم.
وتثبت النصوص أيضا أن الله أثبت علمه بالكائنات والموجودات دقيقها وجليلها باللوح المحفوظ في نصوص