. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفطر والعقول معترفة بل ومضطرة إلى الإيمان بعلو الله، إلا من غيرت فطرته العقائد الباطلة.
وقد بين المصنف في هذا الموضوع الجمع بين الإيمان بعلو الله وإثبات معيته وعلمه المحيط، وحققه في كلام واضح، مبين بالأمثلة المقربة للمعاني بما لا مزيد عليه.
خصص المصنف رحمه الله هذا البحث بهذين الأمرين؛ وذلك لشدة الحاجة إلى الإيمان بقربه وإجابته؛ ليكون العبد مراقبًا لله إذا آمن بقربه إيمانا تامًا، وكان منيبًا إليه على الدوام إذا آمن بإجابته للسائلين وإثابته للمطيعين.
ثم ذكر رحمه الله الجمع بين الإيمان بعلو الله وقربه ومعيته؛ لئلا يظن الظان أن ذلك مثل صفات المخلوقين، وأنه إذا قيل إنه علي فوق خلقه كيف يكون معهم وقريبًا منهم؟ فأجاب بما تضمنه هذا الأصل الثابت في الكتاب السنة وإجماع الأمة، وهو أن اللهّ تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته، ومن نعوته اللازمة العلو المطلق والقرب العام والخاص، وأن القرب والعلو في حقه يجتمعان لعظمته وكبريائه وإحاطته من كل وجه، فهو العلي في دنوه، القريب في علوه، وهذا الأصل ينفعك في كل ما ورد عليك من صفات اللهّ الثابتة، فأثبتها ولا تتوقف، فإن الذي أثبتها هو الله الذي هو أعلم بنفسه، ورسوله