. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ألطافه وعوائده الجميلة أن الفرج مع الكرب، وأن اليسر مع العسر، وأن الضرورة لا تدوم، فإن حصل مع ذلك قوة التجاء وشدة طمع بفضل الله ودعاء فتح الله عليهم من خزائن جوده ما لا يخطر بالبال، ولفظة: "قرب خيره" رويت في بعض الأحاديث بلفظة "غيره" أي: تغييره الشدة بالرخاء.
وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصفات وتثبت لله حقًا على الوجه اللائق بعظمته، وذلك أن الله وعد النار ملئها، كما قال: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] فلما كان من مقتضى رحمته أن لا يعذب أحدًا بغير جرم، وكانت النار في غاية الكبر والسعة، حقق وعده تعالى ووضع عليها قدمه، فتلاقى طرفاها ولم يبق فيها فضل عن أهلها. وأما الجنة فإنه يبقى فيها فضل عن أهلها مع كثرتهم
، ففي هذا الحديث إثبات القول من الله والنداء لآدم وأنه نداء حقيقة بصوت، وهذا من فضل الله لا يشكل على المؤمنين، فإن النداء والقول من أنواع الكلام، وكلام الله صفة من صفاته، والصفة تتبع الموصوف، وفيها أن القول والنداء يكون في يوم القيامة، وهذا من أدلة الأفعال الاختيارية، وكم لهذه المسألة من براهين من الكتاب والسنة.
وهذا أيضا: إثبات لتكليمه لجميع العباد بلا واسطة.
وتكليمه لعباده نوعان: نوع بلا واسطة: كما في الحديث، فالتكليم هنا تكليم محاسبة ويكون مع البر والفاجر، وأما قوله تعالى: لا يكلمهم الله فالمنفي كلام خاص، وهو الكلام الذي يسر المكلم.
ونوع بواسطة: وهو: كلامه تعالى لرسله من الملائكة