. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قيل: إنه العرش، وقيل: إنه غيره، وإنه كرسي بلغ من علمته وسعته أنه وسع السماوات والأرض، ومع ذلك فلا يئوده أي: لا يثقله ولا يكرثه حفظهما؛ أي: حفظ العالم العلوي والسفلي، وذلك لكمال قدرته وقوته. وفيها بيان لعظيم نعمة الله على الخلق، إذ خلق لهم السماوات والأرض وما فيهما، وحفظهما وأسكنهما عن الزوال والتزلزل، وجعلهما على نظام بديع جامع للأحكام والمنافع المتعددة التي لا تحصى، {وَهُوَ الْعَلِيُّ} [البقرة: 255] الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه: علو الذات بكونه فوق جميع المخلوقات على العرش استوى. وعلو القدر: إذ إن له كل صفة كمال، وله من تلك الصفة أعلاها وغايتها. {الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] الذي له جميع أوصاف العظمة والكبرياء، وله العظمة والتعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه الذي لا أعظم منه ولا أجل ولا أكبر، فحقيق بآية تحتوي على هذه المعاني الجميلة أن تكون أعظم آيات القرآن، وأن يكون لها من