. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنى والصفات العلي، فهذا أحد نوعى التوحيد، وهو الإثبات وهو أعظم النوعين، والنوع الثاني: التنزيه لله عن الولادة والند والكفؤ والمثل، وهذا داخل في قوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 3 - 4] أي: ليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير، فمتى اجتمع للعبد هذه المقامات المذكورة في هذه السورة، بأن نزه الله وقدسه عن كل نقص وند وكفؤ ومثيل، وشهد بقلبه انفراد الرب بالوحدانية والعظمة والكبرياء وجميع صفات الكمال التي ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين وهما الأحد، الصمد، ثم صمد إلى ربه وقصده في عبوديته وحاجته الباطنة والظاهرة، متى كان كذلك- تم له التوحيد العلمي الاعتقادي والتوحيد العملي، فحق لسورة تشتمل على هذه المعارف أن تعدل ثلث القرآن.
(وذلك لاشتمالها على أجل المعارف وأكمل الصفات، فأخبر أنه المتوحد في الألوهية، المستحق لإخلاص العبودية، وأنه الحي الكامل، كامل الحياة، وذلك يقتضي كمال عزته وقدرته، وسعة علمه، وشمول حكمته، وعموم رحمته، وغيرها من صفات الكمال الذاتية، وأنه القيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع المخلوقات وقام بالموجودات كلها، فخلقها وأحكمها ورزقها ودبرها وأمدها بكل ما تحتاج إليه، وهذا الاسم يتضمن جميع الصفات الفعلية، ولهذا ورد أن الحي القيوم هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وإذا سئل به أعطى؛