من دَعَاهُ وَمَا سرعَة إجَابَته إِلَّا أنسا بالأنس فَقَالَ لبيْك إنى لأسْمع صَوْتك وَلَا أرى مَكَانك فَأَيْنَ أَنْت قَالَ أَنا فَوْقك ومعك وأمامك وخلفك وَأقرب إِلَيْك من نَفسك فَلَمَّا سمع مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام علم أَنه لَا ينبغى ذَلِك إِلَّا لرَبه عز وَجل فأيقن بِهِ فَقَالَ كَذَلِك أَنْت يَا إلهى فكلامك أسمع أم رَسُولك قَالَ بل أَنا الَّذِي أُكَلِّمك ثمَّ قَالَ الرب جلّ وَعز إنى أقمتك الْيَوْم مقَاما لَا ينبغى لبشر بعْدك أَن يقومه أدنيتك وقربتك حَتَّى سَمِعت كلامى وَكنت بأقرب الْأَمْكِنَة منى فَانْطَلق برسالتى فَإنَّك بعينى وسمعى ومعك أيدى ونصرى وَقد ألبستك جنَّة من سلطانى تستكمل بهَا الْقُوَّة فِي أمرى
وَقَالَ مُجَاهِد فَمنهمْ من كلم الله قَالَ كلم مُوسَى وَأرْسل مُحَمَّدًا عَلَيْهِمَا السَّلَام وَقَالَ كَعْب كلم الله عز وَجل مُوسَى مرَّتَيْنِ
وَعَن أبي سعيد الخدرى قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ آدم لمُوسَى أَنْت الَّذِي اصطفاك الله بِكَلَامِهِ وَذكر الحَدِيث
وَأنكر جهم أَن الله اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَالله تبَارك وَتَعَالَى يَقُول هُوَ الَّذِي خلق لكم مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فسواهن سبع سموات وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم
وَعَن عِكْرِمَة قَالَ إِن الله تَعَالَى خلق آدم بِيَدِهِ كَرَامَة لِابْنِ آدم وغرس الْجنَّة بِيَدِهِ كَرَامَة لِابْنِ آدم وَكتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ وَخلق السَّمَوَات وَالْأَرضين وكل شَيْء خلقه فِي سِتَّة أَيَّام فَبَدَأَ فِي خلقهمْ يَوْم الْأَحَد والاثنين وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس وَالْجُمُعَة ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش فِي ثَلَاث سَاعَات بَقينَ من يَوْم الْجُمُعَة فخلق فِي سَاعَة فِيهَا النتن الَّذِي أَلْقَاهُ على ابْن آدم كى لَا يعبدوه وَفِي سَاعَة مِنْهَا السوس الَّذِي