من نصفها وذكر من ملوك الطوائف من ملك هذه السنين واسقط من عداهم، وأشاع في المملكة أن ظهوره واستيلاء على ملوك الطوائف وقتله أردوان أعظمهم شأنا وأكبرهم جنودا إنما كان في سنة مائتين وستين بعد الإسكندر، فأوقع التاريخ بذلك وانتشر في الناس فلهذا وقع الخلاف بين الفرس وغيرهم من الأمم واضطرب تأريخ سنى ملوك الطوائف لهذه العلة وقد ذكر ذلك أردشير بن بابك في آخر عهده الّذي أورثه من بعده من الملوك من ولده في سياسة الدين والملك فقال «ولولا اليقين بالبوار النازل على رأس الألف سنة لظننت أنى قد خلفت فيكم من عهدي، ما إن تمسكتم به كان علامة لبقائكم ما بقي الليل والنهار، ولكن الفناء إذا جاءت أيامه، أطعتم أهواءكم، واطرحتم آراءكم، وملكتم شراركم، وأذللتم خياركم» وذكر ذلك أيضا تنشر موبذ أردشير الداعي اليه والمبشر بظهوره في آخر رسالته الى ما جشنس، صاحب جبال دباوند، والري، وطبرستان، والديلم، وجيلان. فقال «ولولا أنا قد علمنا أن بلية نازلة على رأس الألف سنة لقلنا إن ملك الملوك قد أحكم الأمر للأبد، ولكنا قد علمنا أن البلايا على رأس الألف سنة، وأن سبب ذلك ترك أمر الملوك وإغلاق ما أطلق وإطلاق ما أغلق، وذلك للفناء الّذي لا بد منه، ولكنا وإن كنا أهل فناء فان علينا ان نعمل للبقاء ونحتال له إلى أمد الفناء، فكن من أهل ذلك، ولا تعن الفناء على نفسك وقومك، فان الفناء مكتف بقوته عن أن يعان، وأنت محتاج إلى أن تعين نفسك بما يزينك في دار الفناء، وينفعك في دار البقاء، ونسأل الله أن يجعلك من ذلك بأرفع منزلة وأعلى درجة»