من ناحية ملطية من الثغر الجزري وان كان قد غلب على أكثره في وقتنا هذا الروم والأرمن ونهر جيحان وهو نهر المصيصة من الثغر الشأمى أيضا ومخرجه من الإقليم السابع من عيون وراء بلاد مرعش وبردان نهر طرسوس من الثغر الشأمى ومخرجه من عيون تحت العقبة المعروفة بعقبة الاكواخ من جبل ترابي أحمر مما يلي هرقلة من بند القبادق فإذا جرى نحوا من ميل انقسم قسمين قسم يمضى الى هرقلة وقسم يصير الى طرسوس فإذا صار على بريدين منهما الى الموضع المعروف بالقطالية صب اليه نهر يعرف بالفاتر غزير الماء مخرجه من عقبة تحت العقبة المعروفة بعقبة البراذع يكون جريانه الى أن يصب الى بردان نحو يوم وليلة، وانما سمي الفاتر بالضد لشدة برودته ثم يشق بردان مدينة طرسوس ويصب الى البحر الرومي على ستة أميال منها والأرنط نهر حمص وحماة وشيزر وانطاكية الخارج من القرية المعروفة باللبوة بين حمص ودمشق يشق بحيرة قدس وبحيرة فامية ويصب اليه بالقرب من انطاكية نهر الرقيا الخارج من بحيرة جندارس وغير ذلك من الأنهار العظيمة التي تصب الى هذا البحر من بلاد الأندلس والافرنجة وبلاد الصقالبة ورومية وسائر بلاد الروم واليه ينحلب كثير من مياه الشمال من خليج القسطنطنية الآخذ من بحيرة ما يطس على ما نذكره فيما يرد من هذا الكتاب، وقد ذكرنا فيما سلف من كتبنا العلة في ارتفاع الشمال على الجنوب وكثرة مياهه وقلتها في الجنوب وما قالته الفلاسفة وأصحاب الاثنين وغيرهم من الحكماء في ذلك، وما في هذا البحر من الجزائر العظام كجزيرة قبرس وجزيرة أقريطش وجزيرة صقلّيّة وما يليها من جبل البركان، ومنه تخرج عين النار التي تعرف بأطمة صقلّيّة يستضيء بضوء نارها السفر على أكثر من مائة