جبل طور عبدين وهو جبل فيه بقايا الارمان من السريانيين وخابور الفرات ومخرجه من رأس العين وكانت تسمى عين الوردة ومصبه الى الفرات بناحية قرقيسيا، وغير ذلك من الأنهار فمقدار مسافة دجلة من ابتدائها الى انتهائها نحو من أربعمائة فرسخ وقيل أكثر من ذلك ومنها نهر مهران السند، ومخرجه من الإقليم الخامس من عيون في اعالى السند وجبالها من ارض قنّوج من مملكة بوورة وارض قشمير والقندهار والطافي حتى ينتهى الى مدينة المولتان، وتفسير المولتان فرج الذهب. وهناك يسمى مهران ثم ينتهي الى بلاد المنصورة ويصب في البحر على نحو من فرسخين من مدينة الديبل من ساحل السند وبين المنصورة وبين البحر نحو من سبعة أيام وفيه السوسمار وهو التمساح على حسب ما يكون في نيل مصر وزيادته في وقت زيادته وله بطائح وآجام عظيمة من القنا والقصب نحو من ثلاثمائة فرسخ فيه جنس من السند يقال لهم الميد وهم خلق عظيم حزب لأهل المنصورة، ولهم بوارج في البحر تقطع على مراكب المسلمين المجتازة الى ارض الهند والصين وجدة والقلزم وغيرها كالشوانى في بحر الروم وقد ذكر ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه في الاخبار عن الأمصار وعجائب البلدان: ان مخرج مهران السند والنيل من موضع واحد، واستدل على ذلك باتفاق زيادتهما وكون التمساح فيهما وان سبيل زراعتهم في البلدين واحد، ولا أدرى كيف ذلك وقع له وقد توجد التماسيح في أكثر اخوار الهند وهي الخلجانات كخور صند ابور وخلجان الزابج وغيرها وتلحق الناس وسائر الحيوانات منها الاذية على حسب ما يلحق أهل مصر وحيواناتهم وقد يتشعب من مهران هذا نهر آخر يسمى مهران الصغير فمقدار مسافة مهران الكبير من ابتدائه الى انتهائه نحو من خمسمائة فرسخ وقيل أكثر من ذلك