ولما بلغ عبد الله بن طاهر هذه الأبيات بعد افتتاحه مصر والشأمات قال يرد عليه
ألم تر أنا جلبنا الجيادا ... الى أرض بابل قبّا عتاقا
الى أن وردن بأدوائها ... قلوب رجال أرادوا النفاقا
وأنت ابا دلف ناعم ... تصيف الجبال وتشتو العراقا
وكانت الفرس تسمى هذا الصقع أيضا ايرانشهر اضافة الى ايرج بن أفريدون حين قسم أفريدون الأرض بين ولده الثلاثة فجعل لسلم الروم وما يليهم من الأمم ولطوج الترك وما يليها من الأمم ولا يرج العراق وما يليه من الأمم فأضيف اليه وفي ذلك يقول شاعرهم في الإسلام مفتخرا:
وقسمنا ملكنا في دهرنا ... قسمة اللحم على ظهر الوضم
فجعلنا الشأم والروم الى ... مغرب الشمس الى الغطريف سلم
ولطوج جعل الترك له ... فبلاد الترك يحوبها ابن عم
ولايران جعلنا عنوة ... فارس الملك وفزنا بالنعم
ومنهم من يذهب الى ان معنى إيران شهر بلد الخيار لان اير بالفارسية الأولى اسم جامع للخير والفضل، ومن ذلك قولهم لرئيس بيت النار إيربذ اى رئيس الخيار الفاضلين فعرب فقيل هربذ والنبط تذكران هذا الإقليم لها ملكته في سالف الدهر وان ملوكهم النماردة منهم نمرود إبراهيم الخليل، والنمرود سمة لملوكهم وان الفرس كانت بفارس والماهات وغيرها من بلاد الفهلويين وان هذا الصقع مضاف اليهم، وانما هو بلد أريان شهر، معنى ذلك بلد السباع لأن السباع تدعي بالنبطية أريان أحدها اريا فشبهوا بالسباع لشدة بأسهم وشجاعتهم وعظم ملكهم وكثرة جنودهم، فلما غلبت الفرس عليهم لما كان بينهم من التحزب والحروب واختلاف الكلمة وتباين الممالك ودامت أيامهم واتصل ملكهم دخلوا في جملتهم