من مواضع الكور والبحار والأنهار في الطول والعرض، وقد قال أرسطاطاليس في المقالة الثانية من كتابه في الآثار العلوية لقد اعجب من الذين يصورون أقطار الأرض وابعادها فإنهم يصورون الأرض المعمورة مستديرة والقياس والعيان يشهدان على أنها على خلاف ذلك وأنه لا يمكن أن يكون ذلك أما القياس فيثبت ان عرض الأرض محدود وان طولها ليس بمحدود اعنى ان طول الأرض كله يمكن أن يسكن لحال مزاجه وذلك أن الحر والبرد لا يكونان مفرطين في طول الأرض لكن في عرضها، ولو لم يكن البحر يمنع لكان طول الأرض كله مسلوكا قال والعيان يشهد أيضا على أن طول الأرض يسلك في البر والبحر لان الطول مخالف للعرض كثيرا قال المسعودي وقد ذكرنا في كتاب (فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف) ما ذهبت اليه الفرس والنبط في قسمة المعمور من الأرض وتسميتهم مشارق الأرض وما قارب ذلك من مملكتها خراسان وخر: الشمس فأضافوا مواضع المطلع اليها والجهة الثانية وهي المغرب خربران وهو مغيب الشمس والجهة الثالثة وهي الشمال باخترا والجهة الرابعة وهي الجنوب نيمروز وهذه ألفاظ يتفق عليها الفرس والسريانيون وهم النبط وما ذهب إليه اليونانيون والروم في قسمة المعمور من الأرض على ثلاثة أجزاء وهي أورفا، ولوبية، وآسية وغير ذلك من كلام سائر الأمم في هذه المعاني، فلنقل الآن في الأقاليم وصفتها وما قيل في قسمتها وغير ذلك
.