لغلبة البخار الحار اليابس، وكذلك الشعور السبطة إذا قربت من حرارة النار دخلها الانقباض ثم الانضمام ثم الانعقاد على قدر قربها من الحرارة وبعدها عنها والأرض قسمان على ما قدمنا أحدهما مسكون، والآخر غير مسكون، والعامر المسكون منهما على أقسام أحدها مفرط الحر وهو ما كان من جهة الجنوب لأن الشمس تقرب منه فيلتهب هواؤه والآخر الشمال وهو مفرط البرد لبعد الشمس عنه واما المشرق والمغرب فمعتدلان وان كان فضل المشرق أظهر واعتداله أشهر وأما الّذي ليس بمسكون فعلى قسمين أيضا، إما أن يفرط فيه البرد ببعد الشمس عنه أو يفرط فيه الحر لقربها منه فلا يتركب هناك حيوان ولا ينبت نبات فالموضع الّذي يكون بعده في الشمال عن خط معدل النهار ستا وستين درجة لا يمكن أن يكون فيه نشوء لإفراط البرد عليه لبعد الشمس عنه وان ما كان عرضه ستة وستين جزء وتسع دقائق تكون السنة فيه يوما وليلة ستة أشهر نهارا لا ليل فيه وستة أشهر ليل لا نهار فيه يبطل نهاره في الشتاء وليله في الصيف والموضع الّذي بعده في الجنوب عن خط معدل النهار تسع عشرة درجة لا يمكن أيضا أن يكون فيه نشوء لأفراط الحر عليه لقرب الشمس منه قال المسعودي فاما بطلميوس فان أقصى ما وجد عنده من العمارة في جهة الشمال الجزيرة المعروفة بثولى في أقصى بحر المغرب من الجهة الشمالية وأن عرضها من معدل النهار في الشمال ثلاثة وستون جزءا، وحكاه أيضا عن مارينوس فيما ذهب اليه في حدود المعمور من الأرض، وذهب بطلميوس الى أن نهاية العمارة في جهة الجنوبي تحت الموازى الّذي بعده من معدل النهار ستة عشر جزءا وخمس وثلاثون دقيقة وربع وسدس وذهب قوم الى أن الموضع الّذي لا يمكن أن يكون فيه عمارة عرضه في الجنوب أحد وعشرون جزءا وخمس وثلاثون دقيقة، والى هذا ذهب