وبويع الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويكنى أبا العباس، وأمه أم الحجاج ابنة محمد بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل الثقفي في الوقت الّذي هلك فيه هشام فقدم نزار واستبطنها، وجفا اليمن وأطرحها، واستخف بأشرافها، وعمد الى خالد القسري، وهو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله ابن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم ابن أفرك بن أفصى بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار، وكان رئيس اليمينية في وقته المنظور إليه منهم، وكان على العراق وما يليه من الأهواز وفارس والجبال واخوه أسد بن عبد الله على خراسان، فدفعه الى يوسف بن عمر الثقفي عامله على العراق، فحمله الى الكوفة وعذبه حتى قتله.
وقال الوليد: عند ذلك يوبخ اليمن ويقرعها ويذكر خالدا ويفتخر بنزار في قصيدة له طويلة أولها:
ألم تهتج فتدكر الوصالا ... وحبلا كان متصلا فزالا
وقال:
شددنا ملكنا ببني نزار ... وقومنا بهم من كان مالا
وهذا خالد فينا أسيرا ... ألا منعوه إن كانوا رجالا
عميدهم وسيدهم قديما ... جعلنا المخزيات له ظلالا
وتتابعت من الوليد فعال أنكرها الناس عليه، فدب يزيد بن الوليد في الدعاء الى خلعه فأجابته اليمن بأسرها، وعاضدوه ووثبوا معه على عامل الوليد بدمشق فأجابوه وبايعوا يزيد، ثم ساروا الى الوليد وهو في الحصن المعروف بالبخراء مما يلي البر بين حمص ودمشق فقتلوه، وذلك يوم الخميس لليلتين بقيتا