بمسكن من ارض العراق، فقتل مصعب في جمادى الاولى سنة 72. وفي ذلك يقول عبيد الله بن قيس الرقيات، وكان من شيعة آل الزبير:

إن الرزية يوم مس ... كن والمصيبة والفجيعة

بابن الحواري الّذي ... لم يعده يوم الوقيعة

غدرت به مضر العراق ... وأمكنت منه ربيعة

ووجه بالحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، واسم ثقيف قسى ابن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر في عساكره الى عبيد الله بن الزبير بن العوام، فحصره بمكة ثم بالمسجد الحرام، وقتل به يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الاولى سنة 73 وله ثلاث وسبعون سنة، وأمر به الحجاج فصلب، وأمه أسماء ابنة أبى بكر ذات النطاقين أخت عائشة لأمها، وأبيها وهي يومئذ باقية قد بلغت من السن مائة سنة لم يقع لها سن ولا ابيض لها شعر ولا أنكر لها عقل، غير أنها ذاهبة البصر، وكانت مدة أيامه وفتنته مذ مات معاوية بن أبى سفيان إلى أن قتل ثمان سنين وتسعة أشهر.

ومما كان في أيام عبد الملك بن مروان من الحوادث العظيمة والأنباء الجليلة في الملك خلع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معديكرب الكندي في سنة 81، وكان الحجاج وجهه في جيش كثيف حسن العدة، وكان يسمى جيش الطواويس الى سجستان لغزو رتبيل ملك زابلستان، ففتح كثيرا من بلادهم، وكتب اليه الحجاج يستعجزه ويغلظ له، فدعا من معه من رؤساء أهل العراق إلى خلع الحجاج، فأجابوه الى ذلك، لبغضهم الحجاج، وخوفهم سطوته، فخلعوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015