ودفن بكربلاء من ارض العراق وله سبع وخمسون سنة، وقتل معه من ولد أبيه ستة وهم العباس وجعفر وعثمان ومحمد الأصغر وعبد الله وأبو بكر ومن ولده ثلاثة على الأكبر وعبد الله صبي وأبو بكر بنو الحسين بن على، ومن ولد الحسن بن على عبد الله والقاسم، ومن ولد عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عون ومحمد ومن ولد عقيل بن طالب خمسة مسلّم وجعفر وعبد الرحمن وعبد الله بنو عقيل ومحمد بن ابى سعيد بن عقيل.
وامتنع ابن الزبير من بيعة يزيد، وكان يسميه السكير الخمير. وأخرج عامله عن مكة وكتب الى أهل المدينة ينتقصه، ويذكر فسوقه، ويدعوهم الى معاضدته على حربه، وإخراج عامله عنهم. واخرج أهل المدينة عامله ومروان بن الحكم وولده وغيرهم من بنى أمية، وسيروهم الى الشام فبعث اليهم يزيد مسلّم ابن عقبة المري في اربعة آلاف، ومعه زفر بن الحارث الكلابي. وحبيش بن دلجة القيني، والحصين بن نمير الكندي، وعبد الله بن مسعدة الفزاري، وغيرهم من رؤساء الأجناد. وخرج يزيد مشيعا لهم وموصيا. فقال لمسلّم بن عقبة فيما وصاه به: ان حدث بك حدث فالأمر الى الحصين بن نمير، وإذا قدمت إلى المدينة فمن عاقك عن دخولها أو نصب لك حربا فالسيف السيف ولا تبقى عليهم وانتهبها عليهم ثلاثا واجهز على جراحهم. واقتل مدبرهم. وان لم يعرضوا لك، فامض الى مكة فقاتل ابن الزبير. فأرجو ان يظفرك الله به وانشأ يزيد يقول والرايات تمر، وقد علا على نشر من الأرض، وأحاطت به الخيول:
أبلغ أبا بكر إذ الأمر انبرى ... وانحطت الرايات من وادي القرى
أجمع سكران من القوم ترى ... أم جمع يقظان نفى عنه الكرى
وكان ابن الزبير يكنى أبا بكر وأبا خبيب، وسار مسلّم الى المدينة وقد احتفر أهلها خندق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي كان حفره يوم الأحزاب