من الطعام والأمتعة الى فسطاطها، تحمل السفينة الواحدة حمل مائة بعير وأقل وأكثر وهي حجازية شأمية جبلية أما صعيدها وهو أعلاها فأرض حجازية حرها كحر الحجاز تنبت أنواع النخيل الكبير والأراك والدوم والقرظ والهليلج والفلفل والخيار شنبر وأما أسفلها فشأمى يمطر وينبت ثمار الشأم من الكروم واللوز والجوز وسائر الفواكه والبقول والرياحين وأما ناحية الاسكندرية ولوبية والمراقية فبرارى وجبال وغياض وزيتون وكروم جبلية بحرية بلاد عسل لبن ويذكر أهلها انهم أكثر الناس قندا وشهدا وعبدا ونقدا وصوفا بغالا وحميرا وخيلا عاقا ونبيذ العسل الّذي لا يفى به شراب ودقّ تنّيس ودمياط الّذي لا يضاهيه دق ومعدن التبر والزمرد الثمين الّذي لا يوجد الا بها والقراطيس ودهن البلسان وزيت الفجل والقمح اليوسفى وهو أعظم القمح حبا وأطوله شكلا وأثقله وزنا وطرز البهنسا وأسيوط واخميم، ومن نواحي معادنها تحمل الزرافة والكركدن وعناق الأرض، وأن وفاء خراجهاست عشرة ذراعا فان زاد في النيل ذراعا زاد في الخراج مائة ألف دينار بما يروى من الأعالي فان زاد ذراعا أخرى نقص من الخراج مثلها لما يستبحر من البطون والأسافل، والمعمول عليه في وقتنا هذا وهو سنة 345 انه ان زاد على الست عشرة ذراعا أو نقص عنها نقص من خراج السلطان قالوا وجميع البلدان في سائر النواحي والآفاق انما تعيش بالامطار وتهلك بإبطائها عنها ومصر مستغنية عن المطر غير مرتاحة ولا محتاجة اليه وسائر أنواع الفواكه والثمار وكثير من الحيوان والألبان لها في جميع البلاد أزمنة وأوقات لا توجد الا فيها ولا تكون الا معها وذلك بمصر موجود غير معدوم في سائر فصول السنة وغير ذلك من فضائلها وخصائصها