وقد روى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما سمل أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة، فجعل السمل قصاصا، كذلك ذكر يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن انس بن مالك.
قال المسعودي: والعرينون من ولد عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر بن بجيلة، وبجيلة امرأة سمي ولدها بها وهم بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث أخى الأزد بن الغوث وعند نساب ربيعة ومضرا بنى نزار، بجيلة من ولد أنمار بن نزار بن معد، وفي كلب عرينة أخرى، وهي عرينة بن ثور بن كلب بن وبرة والعكليون ولد عكل بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر ثم غزوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحديبيّة، خرج للعمرة في ذي القعدة في ألف وستمائة رجل، وساق معه سبعين بدنة، فصده المشركون عن الدخول إلى مكة، فأقام بالحديبية. وهي من مكة على تسعة أميال مما يلي طرف الحرم وفيها كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة على الموت، وذلك لما بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عثمان بن عفان إلى أهل مكة يعلمهم أنه لم يأت محاربا، وإنما جاء معتمرا، فاحتبسوا عثمان، واستفاضت الأخبار بقتله، فوقعت البيعة حينئذ.
وخرج إليه سهيل بن عمرو بن عبد شمس من بنى عامر بن لؤيّ بن غالب فصالحه على موادعة عشر سنين على أن ينصرف في تلك السنة، ويأتى في العام المقبل فيخلوا له مكة ثلاثة أيام، فنحر وحلق بالحديبية، وجعلها عمرة وانصرف إلى المدينة، وكان استخلف عليها ابن أم مكتوم، وفي منصرفه عن الحديبيّة قال لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه بغدير خم، من كنت مولاه فعلى مولاه وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة.
وغدير خم يقرب من الماء المعروف بالخرار بناحية الجحفة، وولد على رضى