فرده المعتضد في سنة 282 للهجرة نحوا من مدة شهرين وقرره على الشهور السريانية لئلا يعود دورانه إذ كانت محفوظة بالكبس لا يتغير أوقاتها فجعله في اليوم الحادي عشر من حزيران، ونسب إليه فقيل النوروز المعتضدي، وبقي النوروز الفارسي يدور في سائر الفصول الأربعة فيتقدم في كل مائة وعشرين سنة شهرا، وإنما كان موقعه في أول الفصل الصيفي، والمهرجان في أول الفصل الشتوي فأما القبط فيوافقون الفرس في عدد أيام شهورهم وهي ثلاثون يوما، أول شهورهم توت أول يوم منه النوروز القبطي بأرض مصر، بابه، هتور، كيهك، طوبه، أمشير، برمهات، برموده، بشنس، بؤونه، أبيب، مسرى، وفي آخر مسرى تكبس الخمسة أيام المسماة بالقبطية «ابغمنا» وتعرف باللواحق يفعلون ذلك ثلاث سنين متواليات فإذا كانت السنة الرابعة جعلوا الكبيسة ستة أيام لتنجبر الأرباع من اليوم الواجبة لكل سنة فتحصل أيام سنيهم على الحقيقة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم فأما العرب فإنها تراعى رؤية الأهلة فتجعل حساب سنتها عليها وشهورهم شهر ثلاثون يوما، وشهر تسعة وعشرون يوما، فيكون ستة أشهر من السنة تامة وستة ناقصة وأيام سنتهم ثلاثمائة واربعة وخمسون يوما بالحساب المطلق وهو الجلبل فأما على التحصيل والتدقيق فان عدد هذه الأيام للسنة تزيد في كل ثلاثين سنة أحد عشر يوما تكون حصة السنة الواحدة من ذلك خمسا وسدس يوم فتكون أيام السنة بالحقيقة ثلاثمائة واربعة وخمسين يوما وخمسا وسدس يوم والسنة التي ينجبر فيها هذا الكسر تكون شهورها سبعة تامة وخمسة ناقصة وهذا العدد لأيام الشهور هو بالحساب المصحح من اجتماع الشمس والقمر بمسيرهما الأوسط فأما برؤية الاهلة فإنه يختلف بزيادة ونقصان فيمكن أن تكون شهور متوالية تامة وشهور متوالية ناقصة، ولا يكاد يتفق في كل وقت أن يكون