والسبب الّذي لأجله انقادت القحطانية الى تمليك الملوك عليها وأبت المعدية ذلك، الى أن جاء الله بالإسلام، ولم سمت القحطانية أنفسها ومن تقدمها من العرب البائدة العرب العاربة وسموا معدا العرب المتعربة، وغير ذلك من فنون الأخبار وضروب السير والآثار، على الشرح والإيضاح قال المسعودي: فاذ ذكرنا اليونانيين وملوكهم وغلبة الروم عليهم ودخولهم في جملتهم، وملوك الروم على طبقاتهم من الحنفاء والمتنصرة قبل ظهور الإسلام وبعده الى وقتنا هذا وهو سنة 345 فلنذكر الآن ما كان من الأفدية والهدن بين الروم والعرب في أيام ولد العباس إذ لم يكن في أيام بنى أمية فداء معروف مشهور فنذكره بل كان يفادى بالنفر بعد النفر في سواحل الشأم ومصر والاسكندرية وبلاد ملطية وغيرها من الثغور الجزرية، إذ كانت أموية والثغور الشأمية عباسية

ذكر الأفدية بين المسلمين والروم

الفداء الأول: فداء أبى سليم كان أول فداء جرى في أيام ولد العباس في خلافة الرشيد باللامس من ساحل البحر الرومي على نحو من خمسة وثلاثين ميلا من طرسوس سنة 189 والملك على الروم نقفور بن استبراق يقال انه فودى بكل أسير كان بأرض الروم من ذكر وأنثى فيما ظهر، وذلك على يد القاسم ابن الرشيد وباسمه، وهو معسكر بمرج دابق من بلاد قنسرين من أعمال حلب وفيه قيل

يا أيها النفر الغزاة ... النازلون بمرج دابق

انى لغاز لو ترك ... ت الى حبيب لي موافق

حضر هذا الفداء وقام به أبو سليم فرج خادم الرشيد المتولي له بناء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015