فمصبها كلها من الشمال الى ناحية الجنوب لارتفاع الشمال على الجنوب وكثرة مياهه وقد أتينا على علة ذلك فيما سمينا من كتبنا.
البند السادس «بند البقلار» وهو بند عمل انقرة وأول عمل انقرة نهر آلس وهو آخر عمل القباذق وآخر عمل البقلار بحر الخزر الّذي هو بحر ما يطس فهذان البندان متصلان من دار الإسلام الى بحر الخزر في الطول يكون أميالا اربعمائة ميل وخمسة وأربعين ميلا، وليس للروم أطول من بند البقلار هذا، ولا أكثر رجالة منه.
البند السابع «بند الافطماط» وهو عمل نقمودية، وهو بند مربع بين البقلار والابسيق وآخر عمل هذا البند خليج القسطنطينية، وعرض الخليج هناك ميل ويسمى ذلك الموضع الى هذا الوقت أقروبلى. وقد قدمنا صفة ذلك فيما سلف من هذا الكتاب في ملك قسطنطين بن هيلانى عند ذكر بنائه القسطنطينية ووصف خليجها والعدوات الست التي عليه البند الثامن «بند الارمنياق» يمنة البقلار، وهو عمل ماسية وفي طرف هذا البند عمل خرشنة، وآخره بحر ما يطس الّذي يسميه كثير من الناس بحر الخزر وانما هو متصل به لأن بحر الخزر هو الّذي عليه دور الأعاجم كالباب والأبواب وموقان والجبل والديلم، وآبسكون ساحل جرجان، والبهم ساحل آمل قصبة طبرستان على ما قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب عند إخبارنا عن البحار وترتيبها وما يصب اليها من كبار الأنهار البند التاسع «بند فلاغونية» وهو يمنة الارمنياق وفي طرفه عمل قلونية، فهذه تسعة بنود دون الخليج مما يلي الثغور الشأمية والجزرية وغيرها من بلاد الإسلام، والخمسة الباقية من البنود وراء الخليج متصلة بالقسطنطينية وهي «بند طابلا» ومنه القسطنطينية حده من جهة المشرق الخليج الآخذ من بحر الخزر الى بحر الشأم