وكان قرقاس طلب الملك وطمع فيه فقبض عليه وسمل وقد أتينا على سير هؤلاء وأخبارهم وحروبهم مع سائر الأمم وما بنوا من المدن وكوروا من الكور وشيدوا من الهياكل حين كانوا على الحنيفية والكنائس حين دانوا بالنصرانية وما كان من الكوائن والاحداث في أيامهم ودياناتهم ووجوه سياساتهم الى هذا الوقت والتنازع في أعدادهم وما ملكوا من السنين وما كان بينهم وبين ملوك الفرس وغيرهم من الأمم من الحروب والوقائع والزحوف والحيل والمكايد وما كان بينهم وبين خلفاء المسلمين وملوكهم من المغازي والوقائع المشهورة في البر والبحر وأخبار الرسل والوفود بينهم والمهادنات والأفدية وغير ذلك، والتنازع في أنساب الروم وما قيل في وما يذهب اليه بعض ذوى المعرفة منهم والدراية في هذا الوقت من أنهم ولد رومي ابن لنطى بن يونان بن نويه بن سرجون بن بزنط بن توفيل بن رومي بن الأصفر بن اليفز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم فسموا باسم جدهم وأضيفوا إليه ومن قال منهم انهم من ولد روم بن سملاحين بن هريا بن علقا بن العيص ابن إسحاق بن إبراهيم وغير ذلك من الأقاويل في كتاب (أخبار الزمان، ومن اباده الحدثان) ، من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الداثرة في الكتاب الأوسط وفي النسخة الاخيرة من كتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر) التي قررنا أمرها في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وهي أضعاف ما تقدم من النسخ وفي كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) وفي كتاب ذخائر العلوم وفي كتاب الاستذكار، لما جرى في سالف الاعصار) الّذي كتابنا هذا تال له ومبنى عليه وقد خصصنا كل كتاب منها من أخبارهم بما لم تخصص به الآخر إلا ما لا يسع تركه، وإنما ذكرنا في هذا الكتاب جملا وجوامع استذكارا لما تقدم