وذكر جالينوس المتدينين من النصارى في كتابه في جوامع كتاب أفلاطون في السياسة، لأنه كان متدينا بذلك. وبين جالينوس وبين ابقراط نحو من ستمائة سنة لأن ابقراط كان قبل الإسكندر بقريب من مائة سنة في أيام ارطخشست من ملوك الفرس الأولى، وأرى انه بهمن بن إسفنديار بن كيبشتاسب بن كيلهراسب وقد ذكر ذلك جالينوس في تفسير كتاب ايمان ابقراط وشرحه له وترجمه حنين بن إسحاق فحكى أن ارطخشست هذا وجه الى عامله على مدينة قوس من أرض اليونانيين- وهم يومئذ في طاعته- بأمره بدفع قناطير من المال اليه وحمله اليه مكرما، لأنه نال من الفرس في ذلك الوقت داء يقال له الموتان فامتنع ابقراط من ذلك لأنه لم ير من العدل اشفاء الفرس وهم أعداء اليونانيين قال المسعودي: والبقارطة ثلاثة ابقراط هذا صاحب الكتب المصنفة في الطب التي ترجمها وشرحها جالينوس وغيره ككتاب الفصول وكتاب تقدمة المعرفة وهو كتاب الأمراض الحادثة وكتاب ماء الشعير وهو كتاب تدبير الأمراض وكتاب ابتديما وغيرها، وهو كتاب الاهوية والبلدان وغير ذلك من الكتب المنسوبة اليه من السنن وغيرهما، وهو من ولد سقلابيوس وكان معظما في اليونانيين وله هيكل وسقلابيوس هذا من ولد ابلون، وكان معظما لحكمته له أيضا هيكل في بعض الجزائر كان يحج اليه في أيام اليونانيين قبل ظهور النصرانية وقد ذكره أفلاطون في كتابه المسمى فادن في النفس والاثنان الباقيان من البقارطة من أولاده أيضا لأنه كان لابقراط الكبير ابنان أحدهما يقال له تاسلوس والآخر دراقن وكان لكل واحد منهما ابن سماه باسم جده ابقراط، ذكر ذلك غير واحد ممن تقدم وتأخر منهم حنين بن إسحاق في كتابه في الأسطقسات على رأى جالينوس على طريق المسألة والجواب