والقسوة. ولهذا لم يحتج علماء السنَّة كبير جهد لدحض آرائهم، بل كان صراعهم غالبًا مع الحكام.
وقد حاولت الوقوف على بعض علمائهم ونظارهم في المنطقة فلم أقف إلا على قلة قليلة منهم، كمعاوية بن الصمادحي (ت) 199 (?) هـ، وأبي الخطاب الكندي (?)، وهود بن محكم الهواري عاش في النصف الثاني من القرن الثاني (?)، وسليمان بن يخلف أبي الربيع المزاتي (?)، وموسى بن زكريا المزاتي الدمري (?).
لقد ظهرت البوادر الأولى للاعتزال في المنطقة، منذ زمن مؤسسه واصل بن عطاء. حيث يحكي القاضي عبد الجبار في كتابه فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة أن واصلاً أرسل بعثة إلى المغرب لنشر الاعتزال هناك (?). وقد كانت آثار هذه البعثة واضحة في المغرب الأقصى وبالأخص في طنجة والمغرب الأوسط خصوصًا بتهارت، إلا أن تلك الآثار امتدت إلى إفريقية (?)، حيث وجدت مناصرًا قويًا وداعمًا سياسيًا من طرف الأغالبة تقليدًا للعباسيين.
وحتى عند اندثار دولة الأغالبة واستيلاء العبيديين على إفريقية، لم يجد المعتزلة حرجًا في التحالف معهم ضد أهل السنة. والأمثلة على ذلك كثيرة منها:
أن إبراهيم بن محمد الضبي أبا إسحاق المعروف بالبرذون