وقال آخر:
أَقول يوم تلاقينا وقد سجعت ... حمامتان على غُصْنين من بان
الآن أُوقن أنَّ الغُصْنَ لي غُصص ... وَإنما البَانُ بينٌ بيَّنٌ دان
وقال آخر:
وصاح غرابٌ فوقَ أْعوادِبانة ... بأخبار أحبابي فقسّمني الفكرُ
فقلت/ غرابٌ/ لاغتراب و/بانةٌ/ ... لبين دنا، تلك العَيِافةُ والزجرُ
وهبَّت/ جنوبٌ/ لاجتنابي منهم ... وهاجت/ صبا/ قلت الصبابة والهجر
فجاء من خالف هؤلاء في تخير الاشتقاق واستجلاب رضى الفأل فقال:
وقالو اتغنًى (هدهدٌ) فوق دَوَحْة ... فقلت: هُدَى يَغدو به ويَروح
و/دَوْمٌ/ فقل دامت مودة بيننا ... و/طلح/ فسالت بالمطيً طلوحُ
وقالوا/ عقاب/ قلت عقى حميدة ... دنت بعد هجر قد تلاه نزوحُ
وقالوا/ حمام/ قلت حُمّ لقاؤها ... وهبًت لنا ريح الوصال تفوحُ
قالوا: فهذا إلى الشاعر إن شاء جعل/ العقاب/ عقى خير وإلا جعلها عقابا، كما يجعل/ الحمام/ مرة حماما، ومرة لقاء قد حم، والبان/ مرة بينا، ومرة بيانا يلوح. ويجعل/ الصبا/ صبابة/ والجنوب/ اجتنابا/ والصرد/ تصريدا كما يجعل/ الهدهد/ هدى وهداية/ والحبارى/ حبورا وحبرة/ والدوم/ دوام العهد.