وليس لغالب أبٌ يسمى عامراً؛ إنما هو من بني دارم بن مالك بن حنظلة. والشعر لذي الخرق الطهوي يتعصب لغالب، لأن مالكا يجمعهما؛ هو من بني أبي سود بن مالك بن حنظلة؛ وأم أبي سودٍ وعوفٍ ابني مالك، طهيه بنت عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم غلبت عليهم. واسم ذي الخرق قرط، سمي ذا الخرق بقوله:

وما خَطَبْنَا إلى قَوْمٍ بناتهمُ ... إلاَّ بأَرْعَنَ في حَافَاته الخِرَقُ

وكان الفرزدق عند هذه المعاقرة يحوش الإبل على أبيه ويقول: حشها عليَّ يا بني، وهو يقول: اعقر هيا أبه؛ ثم تركت لا يصد عنها بشرٌ ولا سبع ولا طائر، فبلغ ذلك علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فنهى عن أكل لحومها وقال: إنها مما أُهلَّ به لغير الله.

* * * وفي " ص 118 س 15 " وأنشد أبو علي في أبيات المعاني:

وخَلَّقْتُه حتَّى إذا تَمَّ واسْتَوَى ... كمُخَّةِ ساقٍ أو كمَتْين إمَامِ

هذا وإن لم يكن فيه سهو فإن فيه إخلالاً، لأنه أفرده وأسقط فائدته وجوابه، فإذا تمَّ هذا السهم واستوى كان ماذا! وبعد البيت:

قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزِغْ ... عن القَصْدِ حتَّى بُصِّرَت بِدِمَامِ

يعني بالثلاث: ثلاث قذذ. فلم يزغ، أي لم يمل عن القصد حتى بُصِّرت هذه القذذ، أي أصابتها البصيرة، وهي الطريقة من الدم؛ وكل ما طليت به شيئاً فهو له دمام، يقال: دُمَّ قدرك، أي اطلها بالطحال حتى تقوى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015