وأراد النميري قول سالم بن دارة:

لا تأمننَّ فزاريًّا خَلَوْتَ به ... على قَلُوصك واكتُبْها بأَسيارِ

ولم تزل فزارة تُهجى بغشيان الإبل؛ قال راجز جاهلي:

إن بني فزارةَ بن ذُبيانْ ... قد طرَّقَتْ ناقَتُهُم بإنسانْ

وقال الفرزدق يهجو عمر بن هبيرة:

أوَلَّيْتَ العِراقَ ورافِدَيهِ ... فَزَارِياًّ أحَذَّ يَدِ القَمِيص

ولم يك قبلها رَاعِي مخاضٍ ... ليأمنَهُ على وَرِكَيْ قَلُوصِ

واجتمع الشعراء يوما على باب أمير من امراء العراق ومرَّ عليهم إنسان يحمل بازياً، فقال رجل من بني تميم لرجل من بني نمير: انظر، ما أحسن هذا البازي! فقال له النميري: نعم! وهو يصيد القطا؛ أراد التميمي قول جرير:

أنا البازي المطِلُّ على نُمَيرٍ ... أُتِيحَ من السماء له انْصِبَابَا

وأراد النميري قل الطرماح:

تَمِيمٌ بطُرْقِ اللُّؤمِ أهدَى من القَطا ... ولو سَلَكت سُبْلَ المكارِم ضَلَّتِ

* * * وفي " ص 244 س 2 " قال أبو علي - رحمه الله -: قال أعرابي: والله ما أُحسن الرَّطانة، وإني لأرسب من رصاصةٍ؛ وما قرقمني إلا الكرم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015