كتبتُه من الأصل بخطِّ ابن الفرات، وقد ضبطه نُقْطة - بالنون - وهو ثقة ثبتٌ. وقد نقل نسخته من كتابِ ابن مالكٍ، وابن مالك كتبه من كتاب عبد الله بن أحمدَ، وعبد الله نقله من خطِّ أبيه، رحمهُ اللهُ، وكلُّهم ضبطهُ بالنونِ.

ومن سمعَ الحديثَ عرفَ أنَّهُ لم يُنقلْ فيه قطُّ بُقْطة - بالباء - وإنما هو نُقطةٌ - بالنون - والباء تصحيفٌ ممّن ذكرهُ. وتعني عائشة، رضي الله عنها بقولها: لم يختلفوا في نقطة إلاَّ طار أبي بحظِّها، أن أباها، رضي الله عنه، لم يختلف الصحابة والتابعون في أمرٍ من أمورِ الدينِ إلا كانَ الحقُّ فيما يقوله أبو بكر ويأمرُ بهِ، نحو ما اختلفوا في موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حتى قال عمرُ بن الخطّاب، رضي الله عنه، من قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد مات

علوته بسيفي هذا، ووسوِسَ بعضُهم فسكتَ وعَقِرَ عليُّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، فلم ينطق بكلمةٍ.

وكذلك عثمان بن عفَّان وغيره من الصحابةِ، رضي الله عنهمْ، حتى جاءَ أبو بكرٍ رضي الله عنهُ وكان غائباً عند زوجته بالسُّنح - فدخلَ على النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وهو مسجّى بثوبٍ فكشفَ عن وجهه، وقبَّل بين عينيه، وقال: أمّا الموتة التي كتبها الله على خلقهِ فقد مُتَّها، وما كان الله يجمع عليكَ موتتين، يعني الصَّعْق والغشيَ، لأن جماعةً منهمْ عمر بن الخطاب قال: إنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015