وهذا العالم الصالح حَيْوة بن شُريح (?) إمام المصريين قد قال مرّة لبعض نواب مصر:

((يا هذا, لا تخليَنّ بلادنا من السلاح, فنحن بين قبط لا ندري متى ينقضّ, وبين حبشي لا ندري متى يغشانا, وبين رومي لا ندري متى يحلّ بساحتنا, وبربري لا ندري متى يثور)) (?).

وأمّا سؤال الله الشهادة فقد كان الصالحون يكثرون منه, فهذا عتبة الغلام بات عند رياح القيسيّ (?) فسمعه يقول في سجوده:

((اللهم احشر عتبة من حواصل الطير وبطون السِّباع)) (?).

أي أن يستشهد في معركة ويُترك حتى تأكل الطير والسباع من لحمه.

وقد غفل كثير من الصالحين عن الاستعداد للجهاد, فهم إذ نادى مناديه لا أدري كيف سيستجيبون ولسان حالهم الناطق بالعجز أفصح من مقالهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015