هذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر)) (?).

ونحن اليوم بين مُفْرط ومُفَرِّط, بين قابع في بيته لا يخرج بدعوى الحفاظ على حقوق الأهل والأولاد, وبين مضيع لهم لا يعرف لهم حقاً ولا واجباً, وقليل من التزم الجادة وأعطى كل ذي حق حقه, والطريقة المثلى في ذلك ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

رابعاً: التوازن بين طلب العلم وفعل التطوعات:

هذه مسألة مهمة طالما أرَّقت طالب العلم الجادَّ, حيث إنه يفضل طلب العلم على فعل التطوع, ويظل هذا الأمر يحوك في صدره زماناً طويلاً خاصة عند قراءة سير العابدين الزاهدين.

يقول الإمام الذهبي (?) رحمه الله شارحاً المراد:

((هذه مسألة مختلف فيها: هل طلب العلم أفضل أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر؟

فأمّا من كان مخلصاً لله في طلب العلم وذهنه جيِّد, فالعلم أولى, ولكن مع حظٍّ من صلاة وتعبد, فإن رأيته مجداً في طلب العلم لا حظّ له في القربات, فهذا كسلان مهين, وليس هو بصادق في حسن نيته.

وأما من كان طلبه الحديثَ والفقه غيَّةً ومحبة نفسانيّة فالعبادة في حقّه أفضل، بل ما بينها أفعل تفضيل.

وهذا تقسيم في الجملة، فقَلّ - والله - من رأيته مخلصاً في طلب العلم)) (?).

وقال في موضع آخر معلقاً على قول ابن المبارك (?):

((ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015