للعلم الشرعيّ من مظانّه يعني أنك لابد أن تلتحق بكلية من الكليات الشرعية أو تطلب العلم على شيخ, والأوّل صعب المنال إن كان الشخص مشغولاً بفنه وبصناعته, والثاني من أصعب الأمور؛ إذ هات لي شيخاً يصبر على تدريس الطالب أوّليات العلوم ومبادئها, ثم يتدرج معه حتى يكمل ويفقه, فالمشايخ- اليوم- يعتذرون لطالب العلم بالانشغال وعدم القدرة, وبين كثير منهم وبين الشباب فجوة سحيقة؛ إذ لا يوصل إليهم- غالباً - إلا بشق الأنفس, وإذا وصلت إليهم وجدت من الصِّعاب والعقبات عند الشيخ ما يفقدك الرغبة في طلب العلم عليه.

هذا ما حدا بكثير من الشباب إلى طلب العلم من الكتب والتفقه بغير شيخ, فظنوا أنهم قد علموا, والحقيقة أنه بينهم وبين العلم الصحيح المعتبر مفاوز؛ إذ هم من الفضلاء المطّلعين, ولا يصح وصفهم بأكثر من هذا.

فإذا فهمت الأمور الخمسة الماضية فاعلم أنك إن لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015