. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQمثل محبتهم لله، وهذا الوجه أرجح من الوجه الآخر الذي تقديره: كحب المؤمنين لله، والذين آمنوا أشد حبا لله.
ووجه الاستدلال من الآية، ومناسبتها للباب ظاهرة: في أن التشريك في المحبة مناف لكلمة التوحيد، ومناف للتوحيد من أصله، بل حَكَمَ اللهُ عليهم بأنهم اتخذوا أندادا من دون الله، يحبونهم كحب الله، ووصفهم بذلك، ولا شك أن المحبة نوع من أنواع العبادة، والمحبة مُحَرِّكَة، وهي التي تبعث على التصرفات. فوجه ذكره المحبة هنا: أن المحبة نوع من أنواع العبادة، فلما لم يفردوا الله بهذه العبادة: صاروا متخذين أندادا من دون الله، وهذا معنى التوحيد، ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله.
ثم قال - رحمه الله -: (في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبَد من دون الله، حَرُم ماله ودمه، وحسابه على الله - عز وجل» - ") : في هذا الحديث: بيان التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله؛ ذلك أن ثمة فرقا بين قول: لا إله إلا الله، وبين التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، فالتوحيد والشهادة أرفع درجة، ويختلفان عن مجرد القول، وهذا الحديث فيه قيد زائد عن مجرد القول، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله» فتكون (الواو) هنا عاطفة، ويكون ما بعدها غير ما قبلها؛ لأن الأصل في العطف المغايرة، فتضمن قوله: " كفر بما يعبد من دون الله " أمرا زائدا على مجرد القول، فيكون المعنى: أنه قال: لا إله إلا الله، ومع قوله كفر بما يعبد من دون الله، يعني: تبرأ مما يعبد من دون الله. هذا قولٌ.