. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQالثاني: بنصب قوله: (أولَ) على أنه خبر لـ (يكن) مقدم، ورفع قوله (شهادة) على أنه اسمها مؤخر، فيكون المعنى على هذا الوجه: الإخبار عن الشهادة بأنها أول ما يُدعى إليه. وهذان الوجهان جائزان. والمشهور هو الوجه الثاني يعني: بجعل (أول) منصوبة؛ وذلك لأن مقام ذكر الشهادة والابتداء بها هو الأعظم، وهو المقصود؛ ليلتفت السامع والمتلقي - وهو معاذ - إلى ما يُراد منه أن يُخْبَر به من جهة الشهادة.

فموطن الشاهد من هذا الحديث، ومناسبة إيراده في الباب: هو ذكر أن التوحيد هو أول ما يدعى إليه، وهو شهادة أن لا إله إلا الله.

ثم ساق في الباب أيضا حديث سهل بن سعد الذي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم» . . .

قوله: (بات) البيتوتة هي: المكث في الليل سواء أكان نوم أو لم يكن.

ومعنى قوله: " يدوكون ليلتهم " أي: يخوضون في تلك الليلة، و (باتوا) يعني ظلوا ليلا يتحدثون من دون نوم، لِعِظَمِ هذا الفضل الذي ذكره عليه الصلاة والسلام.

قال:. . . «فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأُتي به فبصق في عينيه، ثم دعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام» . . .: فقوله: «انفذ على رسلك حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015